انطلاق احتفالية الذكرى الــ 1600 لوفاة مار مارون في حلب الاخبار المحلية
عون : من يبحث عن جذور الحضارة المسيحية لا بد أن يمر من براد
وفرنجية يسخر من كون سوريّة مار مارون مشكلة للبعض قائلاً : سنحاول تقديم طلب للجنسية الأمريكية له لإرضائهم
انطلقت مساء الاثنين في قاعة العرش بقلعة حلب الاحتفالية الخاصة بالذكرى الـ 1600 لوفاة القديس مارون بعنوان "مار مارون...من كورة حلب إلى الكون" بمشاركة سياسيين لبنانيين رفيعي المستوى على رأسهم الرئيس اللبناني السابق إميل لحود،ودبلوماسيين عرب و أجانب وعدد كبير من رجال الدين.
وقال العماد ميشيل عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح في البرلمان اللبناني في تصريح للصحفيين "الموارنة اليوم بكل أنحاء العالم وبالقارات الخمسة يحتفلون الليلة وغدا بعيد مار مارون،شيء طبيعي أن نعود نحن للجذور والأصول ونرجع للينابيع ونتذكر،ويعود التواصل بين الجميع فمراحل الانقطاع انتهت بإذن الله".
و رداً على سؤال حول إمكانية أن تتكرر زيارته بشكل سنوي إلى حلب و براد في هذه المناسبة قال " ليس بالضروري أن أكون أنا من يزور كل عام ولكن طبعا ستصبح مزارا لكل الموارنة ولجميع مسيحي العالم ولكل من يبحث عن جذور الحضارة المسيحية لا بد أن يمر من براد وسورية أهم البلدان بتراثها الديني والمسيحية بصورة خاصة ".
وقال النائب سليمان فرنجية "من الطبيعي أن نكون موجودين في يوبيل الـ 1600 سنة على وفاة القديس مارون في المكان الذي ولد فيه و عاش وتوفى، هذه الزيارة يمكن أن يعتبرها البعض شيء خاطئ ولكن بالنسبة لنا هو الطبيعي، ويمكن أن يعتبر البعض مشكلة كون القديس مارون أصله سوري،ولكن هذه هي الحقيقة " وأضاف ساخراً " غدا سنحاول تقديم لطلب الجنسية الأمريكية له لنرضي الآخرين".
وتمنى فرنجية مستقبلا مهماً لبراد " لأنها الأساس وهي التاريخ " مؤكداً "نحن هنا برحلة حج ونحن لا نخجل لا من سياستنا ولا من ماضينا ولا من مستقبلنا".
وكانت الاحتفالية بدأت رسمياً في قاعة العرش في قلعة حلب بكلمة ألقاها وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار أكد فيها على "مكانة سورية كمهد للمسيحية كما يسميها أبناء العالم المسيحي، وأرض شام الشريف بالنسبة لأبناء العالم الإسلامي، فمن سورية حمل الحواريون رسالة المحبة إلى أنحاء العالم، وهي أرض مباركة قال عنها نبي الإسلام محمد طوبى لأهل الشام لأن ملائكة الرحمن أجنحتها عليها".
من جهته قال المطران يوسف أنيس أبي عاد رئيس أساقفة حلب وتوابعها للمورانة في كلمته إنه "يعود إلى الكنيسة السورية منذ القدم شرف بدء الاحتفال بموت نساكها،حيث أن القديس مار مارون كُّرم في سورية الشمالية منذ بداية القرن الخامس بعبادة علنية " متمنياً أن " تبقى مئوية مار مارون السادسة عشرة على امتداد سنة تذكارية هي الأولى من نوعها في التاريخ الماروني، لقاءً حقيقياً يستلهم ماضينا، ليرسخ حاضرنا وحضورنا، عنواناً من عناوين الحضارة الإنسانية على مر السنين".
وقال غسان الشامي الصحفي والباحث في تاريخ المسيحية الشرقية "هذه الرقعة من الأرض ليست مهد المسيحية فقط، إنها بوابة انطلاق الحضارة الإسلامية،بل السرير الحضاري الأول لهذا العالم، وسورية تضم معظم إنجازات المسيحية الأولى قداسة ومعماراً وأثراً،وتضم أقدم كنيسة بنيت من الطين وأقدم كنيسة حجرية، وفيها 3 من أكبر كاتدرائيات في العالم كله " .
و قدمت المهندسة علياء حسين المنسق العام لتطوير موقع براد الأثري والديني شرحاً مصوراً عن واقع العمل في منطقة براد وتهيئتها "لتلاءم مكانة هذه المدينة التاريخية".
وقام المشاركون بجولة على المعرض الفني " في ديار مار مارون " الذي يضم أيقونات ومجموعة من الصور التي تتحدث عن براد الحاضر ومنطقة كفر نبو التي بنى فيها كنيسة على أنقاض معبد وثني قديم .
جدير ذكره أن حوالي 2000 لبناني قدموا إلى حلب للمشاركة في القداس الذي سيقام غداً في قرية براد التي تضم ضريح القديس مارون " شفيع الطائفة المارونية " في كنيسة صغيرة ملحقة بكنيسة جوليانوس في القرية التي تبعد نحو 40 كم عن حلب.
امير الجمال _ كلنا سوى _ حلب