العصفور والتفاحة الحمراء
عادت الفنانة الصغيرة رنا من حديقة المنزل وهي في عجلة من أمرها وكان يبدو عليها الاهتمام وأسرعت بإحضار أدوات الرسم والأقلام الملونة وأخذت ترسم الصورة التي علقت في مخيلتها وهي تلعب في الحديقة بين الأشجار فقد رأت الفنانة الصغيرة رنا عصفورا صغيرا ينقر ثمرة التفاحة بين الفينة والأخرى ليزقزق مرات عديدة معبرا عن سعادته الغامرة بهذا الطعام الشهي .
سرت موجة من الحبور والفرح من قلب هذا الطائر الجميل إلى نفس تلك الفنانة الصغيرة وتحولت إلى خطوط ملونة جميلة تحمل من الإتقان بقدر ما تحمل من تعبير صادق حر ... لقد رسمت الفنانة الصغيرة تفاح ورسمت تفاحة حمراء ناضجة شهية تتدلى من أحد أغصانها على مقربة منه .
وعندما دخل الصغير (( وليد )) شقيق الفنانة البارعة رنا وشاهد تلك الصورة الجميلة في لوحة أخته تأمل الصورة والعصفور والتفاحة الحمراء الناضجة وأخذ يبكي ويبكي وأخذ يعاتب اخته ورفض ما صنعت أخته بالعصفور الصغير ويلومها على قساوتها والبعد عن الشفقة .
أخذت الفنانة الصغيرة رنا تهدئ من روع أخيها الصغير وتطيب خاطره مستفسرة منه عن سبب بكائه وحزنه ونعته إياها بالقسوة فقال الصغير وهو يشرف بدمعه ويفرك عينيه بيديه الصغيرتين : أما ترين هذا العصفور يمد منقاره الصغير إلى التفاحة الحمراء الشهية ولا يتمكن من الوصول اليها أبدا إذ أنك وضعتي التفاحة بعيدة عنه ولا بد أن يقضي عصفوري الحبيب هذا نحبه ويموت جوعا وهو ينظر إلى التفاحة الناضجة ويحاول الوصول إليها فلا أنت أطلقت له أجنحة ليحاول الوصول اليها ولا أنتي وضعتي التفاحة قريبة منه ، هنا ضمت الفنانة الصغيرة رنا شقيقها وقالت له بإشفاق وحنان وهي تكتم ضحكتها البريئة : لقد غاب عن بالك يا أخي الحبيب بأن العصفور قد تناول ما يكفيه من الطعام قبل أن تحضر أنت بقليل فقد أكل تفاحة كاملة أما التفاحة الحمراء هذه التي تراها فهي لشقيقته العصفورة الجميلة إذ أنها لم تحضر من جولتها بعد وهو يقف الآن على غصن الشجرة بانتظار عودتها يحرس التفاحة الناضجة الحمراء الشهية ريثما تصل شقيقته العصفورة الصغيرة فهل عرفت يا أخي ما العبرة من هذه القصة .