يا أمة ضحكت من حالها الأمم

يا أمة ضحكت من حالها الأمم ، وفـًّـروا دموعكم للنحيب على الأقصى .
__________________

أنما كنا - عربا ومسلمين - ننتظر أن يقدم الصهاينة على تكريس تهويدهم للحرم الإبراهيمي الشريف بقرار رسمي إتخذته حكومة نتنياهو ، وكل يهودي نتنياهو ، لنبدأ في نوبة جديدة من اللطم وشدًّ الشعر وذرف دموع التماسيح حزنا على ما آل إليه حال الحرم الإبراهيمي من تهويد رسمي يطمس ، إلى حين ، هويته الإسلامية التي شرَّفها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة ونيف من السنين عندما استجاب صلى الله عليه وسلم كما يروي المؤرًّخ تقي الدين المقريزي في كتابه ( ضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري ) لرجاء وفد من عائلة الداري الخليلية هم تميم ونـُعيم وأبو هند بربر الداري والطيب بن عبد الله ويزيد بن قيس وفاكه بن النعمان الذين ذهبوا إلى الحجاز وأعلنوا إسلامهم أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأكرمهم الرسول صلى الله عليه وسلم واستجاب لطلبهم فأنطاهم ( أوقف عليهم وعلى ذرياتهم ) حبرون ( الخليل ) وما جاورها (بيت عينون والمردوم) ، وعزز الرسول الكريم تكريس الهوية الإسلامية للحرم الإبراهيمي وجواره بكتاب هذه نصـُّـه كما أورده الطبراني في ( المعجم الكبير ) وابن عساكر في ( تاريخ دمشق) :"بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أنطاه محمدّ رسول الله لتميم وأخيه نـُعيم الداري ، حبرون ( الخليل ) والمردون (المرطوم) وبيت عينون بيت إبراهيم ، وما فيهن ، نطيَّـة بَتْ ، نفذت وسلمت لهم ولأعقابهم إلى أبد الأبد ، فمن آذاهم آذاه الله"، شهد على ذلك أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ، وكتب وشهد علي بن أبي طالب .

هل يدرك العرب والمسلمون - حكاما وعلماءً وشعوبا - أن قرار حكومة نتنياهو يتحدَّى قرار نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وماذا لو أدركوا ، وما ينفع أن يدركوا ، وكلهم يعرفون أنه ما كان لحكومة نتنياهو أن تقدم على ما أقدمت عليه لو كان الصهاينة يحسبون لهم مقدار ذرَّة من حساب ، وكيف يحسبون للعرب وللمسلمين حسابا بعد أن انحرفت بوصلتهم عن هدفها فتركوا الصهاينة يهوًّدون حرمهم الإبراهيمي وانشغلوا في خلافاتهم وحزازاتهم وحردهم ، و ..... و ..... و ..... ( في فمي ماءّ ، وهل ينطق من فيه ماء .؟ ) .

لا يمنعني ما أكنـُّـه من كراهية وعداوة لنتنياهو ولحكومته أن أعترف بشجاعته وإخلاصه في خدمة القضية التي آمن بها ، إنهم يتصرَّفون كأصحاب قضية في مواجهة عرب ومسلمين إنخلعوا من قضيتهم ، وبعضهم أنحشروا في الخندق المعادي لقضيتهم ، وأكثرهم لا يجيدون إلا اللطم وشدَّ الشعر وذرف الدموع ، فلماذا نستغرب أن ينجح نتنياهو وحكومته بشجاعتهم من أجل قضيتهم وإخلاصهم لها في تهويد الحرم الإبراهيمي ، ولن يفاجئني نتنياهو وحكومته إذا أتبعوا قرار تهويد الحرم الإبراهيمي بقرار تهويد الحرم القدسي الشريف بأقصاه وصخرته ما دام العرب والمسلمون لا يملكون غير الدموع .؟

يا أمة ضحكت من حالها الأمم ، وفـًّـروا دموعكم للنحيب على الأقصى .

انا لله وانا اليه راجعون
حال تبكيه العيون والقلوب دماً

شكرا لمدادك
كم أبكاني
وأحرق مهجتي وهز كياني

» ازا ما ضحكت ما بكون انا وبتحدى اللي يدخل ويضحكش الو جائزة