الموت الحقيقي...للبحر الميت
البحر الميت استمد إسمه من استحالة الحياة فيه المخلوقات البحرية المعروفة , بسبب ملوحته الشديدة التي تزيد حوالي خمسة أضعاف عن ملوحة مياه البحار والمحيطات , لكنه يتجه الآن إلى موت حقيقي , حيث ينخفض سطحه حوالي نصف متر كل عام .
أسباب منحه هذا البحر ترجع إلى سرعة التبخر , مع حرمانه من المياه العذبة التي كانت تصب فبه وتغذيه , نتيجة لتحويل أنهارها إلى الأغراض الزراعية .
البحرالميت ... ليس بحرا بالمعنى المفهوم , بل هو أشبه ببحيرة كبيرة مغلقة لا منفذ لها على بحر أو محيط , قضت عمرها الطويل تعّوض ما يتبخر من مياهها في بيئتها الجافة التي تصل حرارتها صيفا إلى ( 40 ) درجة مئوية , لكن بداية الأربعينات من القرن الماضي , شهدت اكتشافا مهما , هو أن البحر ليس ميتا تماما , بل هو مأهول بنوع من البكتيريا , تنتمي إلى سلالة نادرة قادرة على تحمّل الأملاح.
في بعض الظروف تنتعش هذه الكائنات الدقيقة , إلى حد تغيير الصفات اللونية للمياه من الأخضر المزرق إلى الأزرق المائل للإحمرار , لتعلن أن هذا البحر ليس ميتا بالمعنى الشامل , وإن كان الآن يتجه إلى الموت الحقيقي ومعه هذه الكائنات