رِيْـمَـاْسْ admin
عدد المساهمات : 2433 نقاط : 166812 السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 01/11/2009 العمر : 33 الدولة : حـ؛؛ـثُ يغفـgْ القـoـرْ
| موضوع: مســــــــــــافات ..!! الثلاثاء فبراير 09, 2010 10:33 pm | |
| doPoem(0)
| أتحـمـلُ مـحـزونَ الـفـؤادِعلى غصنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟ |
| - أبو فراس الحمداني -
منذ أيّام وأنا جالسة كعادتي في وحدتي، أمام حاسوبي، دقّ جرس الباب، فتبادر إلى ذهني ألّا اتحرّك من مكاني فلربما هو كالعادة: أحد المارّة يسأل عن بيت أحدٍ ما، أو مندوب تسويق لشركة ما يودّ عَرَض بضاعته فبقيتُ مكاني، ولم أتحرّك ..!
ولكن ما أدهشني بعدها، إصرار من يدقّ الجرس على أن أقوم بفتح الباب له فنظرتُ عَبَر عين الباب السحرية، فإذا بي أرى جارتي واقفة استغربت .. قلِقْت .. ففتحت الباب
رحّبتُ بها ودخَلَت، أخذتُ أنظر إليها بكل حيرة، ولسان حالي يقول: " خيراً .. إن شاء الله ، مالمناسبة؟! " بل ليس لسان حالي، إنما لساني الذي في فمي هو ما قَال ذلك فعلاً فأنا لم أعتَد منذ سنوات، وأنا أسكن وحدي، أن تقوم إحدى الجارات بالسؤال عنّي، إلّا في المناسبات، أو في حال احتجن لأمرٍ ما منّي ..!
فأجابتني: " لا شيء، أردتُ فقط السؤال عنك، وهي زيارة ودّية لا أكثر " وفعلاً كانت زيارة جميلة، بجمال صاحبة الزيارة وجمال مبادرتها
ليس من الغريب أن أفكّر بهذه الطريقة، فالمسافات التي بيننا اتّسَعت كثيراً وأصبحنا نحاول تضيقها بشيءٍ من التورط والخجل، فننتهز الفرص بعصبية لأننا نرى أنه من الضروري أو من الواجب أو من الأصول أن يزور فلاناً فلان وفلان الآخر، يرى أنه من الضروري أن يردّ هذه الزيارة ..!
وفي هذه الزيارات، مالذي يحدث؟ لاشيء ماذا يقولون: لاشيء بل إنهم ينتهزون فرصة للهروب من تلك الأحاسيس المفتعلة فهم يفتعلون الشوق والحنين والمحبّة
وتلك الأصناف من الكعك والمكسرات والمشروبات الباردة والساخنة ماهي إلّا أسلوب مهذّب للتخفيف من حدّة الكلام، أو طريقته
حتى عادة السلام باليد، التي ابتدعها الإنسان القديم والذي ما ابتدعها، إلّا لأنه إنما أراد أن يعرف إن كان عدوه يحمل سلاحاً أم لا ؟! فكان لابّد أن يمدّ يده التي يخفيها وراء ظهره وإذا امتدّت اليد، فذلك معناه أن لاسلاح وراء ظهره
أما اليوم .. فقد أصبحنا أكثر صراحةً بأننا بالفعل نخفي شيئاً، بل أشياءً وراء ظهورنا وهذا الشيء هو: أن لا ضرورة للسلام، فالمسافة التي بيننا أبعد من أن تقطعها يدي إلى يدك ..!
لأن الأيدي عندما تتصافح بحبٍ وصدق، فهذا يعني أننا أَزَلنا المسافات التي بيننا ولامانع عندي من المزيد من القرب والإتصال
أذكر عندما كنّا صِغاراً، كانوا كثيراً مايقولون لنا: " عندما تتصافح الأيدي تتساقط الذنوب "
ولكن يبدو أن المعاني الجميلة ضاعت في خِضم الركض وراء مشاغل الحياة وهمومها أو لربما .. نحن من ضيّعناها، مؤثرين الوحدة والعزلة، والإعتماد على الذات
ليأتي يومٌ، إذا ما شَعَر أحدنا بدنو أجله، سَارَع إلى قبره الذي حَفَره بنفسه، ونَامَ فيه
أرجو منكم التفاعل والإدلاء بأرائكم وتجاربكم إن وُجدت
| |
|