السلام عليكم جميعا ..
ما اوعزني ان ادرج هذا الموضوع هنا ... هو موقف حصل عندنا بالبيت ...
قد يقاس عليه الوضع الاجتماعي الذي توصلنا اليه في تعاملنا مع الاطفال ... وما آل إليه تفكير الأطفال الذي بات يكبرهم حجما ... ويفوق قدراتهم الجسدية ... ربما والنفسية ايضا - ان صح التعبير -
************************************************** *************
ذات يوم وكعادتنا مجتمعين على احتساء القهوة وقت المغرب ... واذ يطرق الباب طارق ..
قمت انا لافتح الباب واذا به صديق اخي الصغير ...
"اخي الصغير .. بالصف السادس .. وصديقه ايضا بالصف السادس "
رحبت به واستغربت مجيئه لوحده فدار بيننا الحوار ..
- مالذي اتى بك الى هنا يا صغيري اين والدك ووالدتك ( فمكان بيتهما بعيد عنا )
واذا به يفاجئني .. برد بديهي - بالنسبة له - ...
-هو : انا اتيت لوحدي ..!!- قلت :اجيت مشي ؟؟ - هو : لا بالسيارة ..!!- قلت : مع السائق ..؟؟- هو .. لا لوحدي لوحدي ..!!- انا .. انت من تقودها ..؟؟- هو ( مفتخرا ) .. بالطبع .." انا كبير ويعتمد علي " . ياللهوووووووول ... فالطفل قصير القامة ولا تطول قدمة دعسة البنزين حتى !! المهم .. انه قضى حاجته مع اخي وانصرف ..*
*
*
وبدأ الموال مع اخي ...دخل اخي الينا وهو يقول مخاطبا لي وقاصدا تسميع أبي ...على مبدأ ( إياك أعني واسمعي ياجارة )..- الأولاد اللي بعمري صاروا يسوقوا كابريس وآخر موديل ... وانا لساتني بسوق بسكليت ( دراجة )- فقلت له .. والمعنى ؟؟قاطعني صوت ابي ضاحكا ..ففهم اخي ان ابي قد عرف أن الكلام موجه له اخذ اخي يتكلم والعبرة تخنقه ..- ليش بتخافوا علي ..؟؟- انا شاب واريد أن أسوق السيارة وان اخرج مع فلان وفلان ...- ولماذا تسمحون لأخي الاكبر بالذهاب ولا تسمحون لي ... " أنا حر وبدي اروح وين ما بدي "- ليش ما بتعطوني جوال متل أخي واصدقائي .. ليش وليش وليش ... وتقلبت عليه المواجع .. وكما هي عادة الوالدين - حفظهما الله - ... انحنى مسار الموضوع الى موقف تربوي فحاولا اقناعه بان ليس كل مانراه على الناس فهو صحيح !!! وليس علينا ان نقلد كل ما نراه لنثبت اننا كبار .. والرجولة لا تقاس بمن يسوق السيارة او يحمل الجوال .. وعندما تكبر قليلا سوف وسوف ..والى اخره .
************************************************** *************
خلاصة القول ...أن الطفل الآن .. لم يعد يمارس الطفولة التي نفهمها نحن .. هناك أسر .. تفهم معنى تربية الاولاد .. ان لا أحرمه مما يطلب .. مهما كان الثمن .. ومهما كان الطلب ..لكنها تجهل انها بذلك تضر الطفل .. سواء من ناحية الجسدية .. ام من ناحية قتل براءته .. او حتى ممارسته لافعال تكبره في التفكير او الحجم ..الجدير بالذكر انني سمعت باحثة اجتماعية – لايحضرني اسمها الان – كانت تقول ..قبل عشر سنوات .. أجريت إحصائية للعمر الذي يبدأ الطفل يشعر فيه بالاستقلال ..فأشارت الدراسة إلى سن ( 16 ) كمتوسط في الاحصائية ..اما الان فقد اصبحت الدراسة تشير الى ان الاستقلال لدى الطفل يبدأ من سن ( 7) سنوات ...ما رايكم بالبون الشاسع ؟؟؟!!!برأيي .. هذا يحصل بجناية المجتمع الذي نعيشه ... والذي لا يأبه بتقديم ما يناسب الطفل من المرحلة العمرية..
والأراء قابلة للنقاش معكم وادلاء افكاركم لتصحيح مسار التربية ؟؟ أطفالنا يسابقون الزمن ... فمن الجاني ؟؟؟