abusamra الـمديـر الـعـام للـموقـع
عدد المساهمات : 872 نقاط : 166070 السٌّمعَة : 12 تاريخ التسجيل : 08/06/2009 العمر : 41 الدولة : ســـــــــورية
| موضوع: عذب الكلام الأربعاء يونيو 10, 2009 7:22 pm | |
| ضاقت النفس من قيود العقل المفروضة عليها, فأرادت أن تصرفه عن مراقبتها للخلاص منه,,, فقالت للعقل ما رأيك نعقد بيننا أتفاق؟؟ رد عليها قائلاً وما مضمون هذا الاتفاق؟؟ قالت بحسن نية, نفترق وكلاً يذهب لسبيله, أنا أعمل ما أريد وأنت تفكر بما تشاء,, فقال ولكن قد تجلب حريتك بعض الكوارث, قالت كما أن تفكيرك قد يتسبب ببعض المتاهات,, فقال أنتي تسقطين في مصائد الهوى, فقالت وأنت قد تعتنق مناهج فاسدة,,, فقال إذن نتفق على قاعدة لا ضرر ولا ضرار,, فشعرت النفس بأنها قد نالت حريتها في الركض في صحراء شهواتها دون رقيب يلجمها,, فلم تترك شي إلا وأخذت نصيبها منه,, وما هي إلا أيام أحس العقل بالدوران وكاد أن يفقد السيطرة على التدبير, فلم يعد يعرف كيف يفكر,, فراح يكتب رسالة إلى النفس يسألها عن هذا الخلل, فلم ترد عليه,, فحاول أن يتصل بها, فلم ترفع السماعة,, فقال لابد أن أنزل إليها, فنزل وبينما كان في طريقه مر بالعيون فرد عليها السلام, فلم تجبه,, فمر بالأنف وحاول أن يسأله, فلم يكلمه,, فمر باللسان وحاول أن يستنطقه, فلزم الصمت,,, فأحتار العقل وبدأ يسأل ما الذي حصل؟؟ فسمع هاتف من خلفه فإذا هي المسامع تقول أنت السبب أنت السبب,, فقال لماذا؟؟ فردت عليه عندما قبلت بالاتفاق,, فأدرك بأنه قد أرتكب خطأ عندما رفع الحضر عن النفس, وهي ألان قد استولت على الحواس وراحت تمرح وتسرح في الرذائل,,, فعاد إلى مكانه وبدأ يراجع حساباته,, وكان عليه أن يتخذ بعض الخطوات لاسترداد سيطرته المفقودة,, فراح يقنع العين بأن النظر إلى المحرمات يحرمها الاستمتاع بالمناظر الجميلة,, ومن العين أنتقل إلى الأنف وحذره من شم الروائح الكريهة التي تفقده الروائح الزكية,, وكذلك ذكر اللسان بأن الكلام القبيح يبعده عن قول الحق الصريح,, ثم طرق المسامع ونهاها عن سماع الصخب الذي يمنعها التلذذ بالأصوات الروحانية,, وظل العقل ينتقل بين الحواس ويحذرها من السقوط في مصائد النفس الخبيثة, حتى استجابت للمنطق السليم,, وكانت النفس خلال فترة جولات العقل السرية تشعر بأن هناك حرب خفيه وخاصة عندما لمست من جنودها التمرد والانسحاب من المعركة تدريجياً,, مما تسبب ذلك في بعثرت الملذات من حولها,,, فقالت لا شك بأن العقل قد خرق الاتفاق,, فذهبت إليه,, فلما وصلت طرقت بابه وقالت أنا النفس أفتح,, فقال أنا مشغول وليس لدي وقت للزيارة,, فقالت أريد مناقشة معك بنود الاتفاق,, فقال عندما أردت يوماً مناقشتها معك لم تردي على رسالتي ولم تجاوبي على اتصالي,, فقالت أريد أن اعتذر لك وأعيد العلاقة بيننا,, دعني أدخل,, فقال أعلني التوبة أولاً,, فاستجابت طمعاً في التحايل علية مرة أخرى,, ففتح الباب,, فقالت ما الدواعي إلى نقض الاتفاق؟؟ فقال لم تلتزمي بالقاعدة التي بيننا,, فقالت أنا لم أضرك,, قال كيف وقد أستخدمتي جميع الحواس لتنفيذ مآربك؟ وهذا ما يتسبب في هلاكي,, قالت لم نشمل الحواس ضمن الاتفاق,, قال إذن من حقي أن أسترجعها إلى موقف الحياد, ولن أسمح لك بأن تنفردي بها,, فشعرت بأن حجة العقل كانت قوية, فلم تدري أي حيله تتبع,, فقالت أعطيني فرصه أخرى, فقابلها بالرفض القاطع,, فلما عجزت عن أقناعة قالت ممكن تصارحني؟ قال بماذا؟؟ قالت كيف تنتصر علي في غالب الأحيان؟؟ قال عندما أشعر بأنكي عازمة على ارتكاب ما يتناقض مع الفطرة, أرسل إشارات استباقية إلى كافة أعضاء الجسم قبل وقوع الأمر فأصور الأمر أثناء وقوعه, ثم أتوقع التأثيرات السلبية الناتجة بعد حدوثه ,وكذلك الأضرار المترتبة عليه,فترفض الأعضاء الانصياع لك,, وبهذا أقيد من رغباتك الجامحة,, قالت وما هو الدافع الذي يحثك على ذلك؟؟ قال سلامة القلب, قالت كيف؟؟ قال عندما يمتلئ القلب بالأيمان الصادق يدفع العقل إلى اليقظة الدائمة,, قالت إذن لولا الأيمان ما استطعت أن تغلبني,, قال هو النور الذي أبصر به,, قالت هنا السر ولابد من إغراء القلب حتى ينصرف عن أيمانه, وإذا تمكنت من ذلك سوف يضعف الاتصال بينك وبينه, وحينها أجد الحرية الكاملة,, قال ولماذا تفعلين هكذا؟؟ قالت لأن الشيطان يحب ذلك,, قال وما علاقتك أنتي به؟؟ قالت ما أنا إلا ذلك المأوى الذي يلجأ إليه وكذلك المنفذ الذي يتسلل من خلاله, ولن يستسلم حتى تقع جميع الأعضاء في الفخ,, فغضب العقل وقال سأكون لك بالمرصاد,, فابتسمت وقالت أحرص بأن لا يتخلى القلب عن أيمانه,, انتهى الحوار بينهما وراح كلاً منهما يتوجس خيفة من الأخر,, | |
|